موقف من أحد أصدقائي المقربين ذكرني بمشهد ليس
بالبعيد لشيخ من شيوخنا رحمه الله، فأما موقف صديقي فقد جاء أحد الطلبة -وقد مرّ
حدث من الأحداث في مؤسسة التعليم، وكان في كل طرف من أطراف القضية أناس لهم من
الحكمة وسداد الرأي، اختلفوا ووقع ما وقع، وصارت زوبعة ما ظن هؤلاء أن ستصل إلى
تلك الدرجة- فاستفسر الطالب ِمن صديقي -وقد كان أستاذا في المؤسسة- عن موقفه وماذا
يحدث بالضبط! فأجابه الصديق الحميم: اشتغل بدرسك، ولَأن تُبدِع فكرة وتنتج مشروعا
وتتقن عملا خير مِن أن تتابع ما حدث.
ذكرني هذا الموقف بشيخي الوقور رحمه الله، إذ
اجتمع لديه عدد من الطلاب يقدمون مقترحات ويستفسرون عن الوقائع، فما كان منه إلا
أن قال: اشتغلوا بدرسكم، ونحن ننتظر تخرجكم، ثم بعد ذلك سيكون لكم المجال.
فهل هذا موقف مناسب ؟ وهل يلزمنا أن نشتغل
بأعمالنا ولا نفهم ما يدور حولنا ! أو علينا أن نتتبع الوقائع ونعيش واقعنا! لعل
أحدهم يستبق فيقول إن موقف صديقك وشيخك غير مقبول بالمرة! فأقول لا تعجل، بل انظر
في معطياتهما قبل أن تتخذ الموقف أنت أيضا.