الإدارة والتطوع هل يجتمعان؟؟؟
من المؤسف حقا أن نطرح هذا السؤال في هذا الزمان، ولكن ما عسانا نفعل والواقع لا يزال يشهد وجود شريحة معتبرة من الناس تضجر من الإدارة وتنفر منها. ولا يقتصر الأمر على العمل التطوعي فحسب بل هو سمة حتى في الأعمال الرسمية مما يدل على وجود خلل عميق في فكر هذه الشريحة من الناس يحتاج إلى تصويب وتوعية بحقيقة الحياة ومفهوم العمل.
إن من يستشعر حقيقة الخلافة في الأرض ومسؤوليته عن عمارتها ورعايتها وما ينتظره من ثواب أو عقاب على ما قدم وأخر في عمره، لن يتوان في اتخاذ أحسن الأسباب الكفيلة بأداء مهمته على الوجه الذي يرضي الله عز وجل. ولا يتسع المقام لسرد ما ورد من آيات وأحاديث تبين أهمية الإدارة وضرورتها في حياة الناس فلترجع إلى مظانها مما ألفه الباحثون. ولكني في هذا المقام أفضل أن أعرض نموذجا عمليا عن الإدارة في العمل التطوعي وهو حدث أقيم بجامعة تايلور بماليزيا حيث كان المتطوعون فيه من الصينيين "المسيحيين"!!!. تمثل هذا الحدث في اليوم العالمي للطعام تحت شعار "أوقفوا المجاعة الآن"، والذي صادف يوم 16 أكتوبر 2011م، وفكرته تعليب بعض الأطعمة المتبرع بها لفائدة مجاعة إفريقيا.
التخطيط والتحضير المسبق:
|
50 طاولة فيها 3أنواع من الطعام |
|
الميزان وآلة تشميع الاكياس
|
تحديد الهدف:
|
هدف التظاهرة تعبئة مليون كيس
|
|
تم تقسيم الهدف بين فروع الجامعة لإيجاد جو تنافسي بين المتطوعين
وتلاحظون في الجدول اسم كل مركز
والقيمة المحددة لكل منهم وأين وصل العمل
|
متابعة ما يحصل في المراكز الأخرى مباشرة
|
|
التنظيم:
قسم المتطوعون إلى أفواج حسب حاجة العمل فنجد
|
فوج لتعبئة الطعام في الأكياس |
|
فوج لضبط ميزان الأكياس وتشميعها
|
|
فوج لضبط ميزان الأكياس وتشميعها
|
|
فوج لتعبئة الأكياس في العلب
|
فوج لتجميع العلب
|
فوج لإيصال العلب إلى الشاحنات
|
|
|
التوجيه والتحفيز:
ذكرت سابقا أن هدف المليون كيس تم تقسيمه بين فروع الجامعة من أجل إيجاد تنافس بين المتطوعين،
إضافة إلى أن العمل كله يتم تحت موسيقى صاخبة، وبمجرد أن يصلوا إلى عدد معين يتم ضرب ناقوس ويعلن عن العدد الجديد
مما يضفي على العاملين حماسا وحيوية أكثر
|
آخر صورة أخذتها تظهر انتهاء المراكز الأخرى من عملها |
تم توفير شجرة ورقية للمتطوعين والزوار لتسجيل انطباعاتهم حول الحدث، وتوزع عليهم وريقات مكتوب عليها نصائح من القسيسين.
هذه أهم المحطات التي تم رصدها من عين المكان وهي تظهر أن التطوع قيمة إنسانية ليست حكرا على المسلمين، وأن من تعود على الإدارة لم يفرق بين عمله الرسمي أو التطوعي، فهي مطلب أساسي لمن فقه مبدأ اتخاذ الأسباب وأراد التمكن في الأرض. ولله در من قال:
وما فازوا علينا بمعجزة ــــــــــ ولكن في أمورهم نظام
إعداد: حاج داود بهون علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق