السبت، 29 أكتوبر 2011

نحو تفكير إسلامي ناقد


إن من أهم التحديات التي تواجه واقع مناهج تدريس العلوم الشرعية هو تكوين طلبة على مستوى عال من التفكير الناقد، والذي به يمكن إيجاد بيئة علمية مفتوحة تسمح بتلاقح الأفكار وتقاربها، وتعمل على نقد فاعل للتراث دون الارتهان إليه والتعصب له، للبلوغ بالعلوم الشرعية مرتبة من التجديد والتفاعل مع الواقع دون المس بأساساته.
ومن أبرز الإشكالات التي تقف عائقا أمام هذه النقلة المنهجية النوعية هي الحساسية تجاه جدلية النقل والعقل، فغدا طالب الشريعة متوجسا من كل إعمالٍ للعقل في دائر العلوم الشرعية، فترى التفكير والتمحيص والنقد في كل باب وفن، وما إن ترد أعتاب العلوم الدينية حتى تُصَدَّ دونه الأبواب ليُترك المجال فسيحا للتقليد والتعصب والارتهان السلبي إلى رجالات الماضي –وقد كان بعضهم على قدر عال من التفكير الناقد-، وهذه الجدلية مسألة عميقة الأثر في النظرية الإسلامية للمعرفة.

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

مناسبات نزول القرآن


    النظرة الفاحصة لأسباب ومناسبات نزول القرآن الكريم ترشد إلى الجوانب التي كان الوحي القرآني يخاطب المجتمع المسلم منها وأبرزها ما يأتي:

1. مجادلة الكفار وشبهاتهم:

    فقد كان القرآن مهتما بالردّ على الكفار، كلَّمَا خطر لهم سؤال أو أثاروا شبهة، فيذكر القرآن الشبهة تامّة ثم ينقضها من أساسها، فكان نِعْم المدافع عن الدين وكانت تلك فرصةً لبسط الكلام في وجه من وجوه هذا الدين وصلاحه للإنسان. وأمثلة ذلك كثيرة؛ مثل الشبهات في البعث، ووحدانية الله تعالى، وفي بشرية الرسولr، وصدق القرآن، وصلاح ما جاء به للإنسان... وبهذا قطع عذر أيّ إنسان في عدم الإيمان. فكان القرآن نعم المحامي والمدافع عن المسلمين ضد أعدائهم من خارج مجتمعهم.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

تهنئة بمناسبة التخرج

 بمناسبة تخرج أخينا صالح بوكراع وحصوله على درجة الماجستير في الفقه وأصوله من كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

الكتابة: نقل المعرفة ومراكمة التجارب

في البدء كانت الكتابة على الصخور والجلود ثم اكتشف الانسان الورق وأحدث بذلك ثورة لا تزال آثارها حاضرة حتى عصرنا هذا.. وفي كل مرة كان الانسان يشعر بقيمة الكتابة ليراكم المعرفة ويشاركها الآخرين.
 الكتابة، الكتاب والكاتب: كلها كلمات ساهمت في انتشار العلم في المكان والزمان، مما ساعد في بناء المعرفة تراكميا وساهم في نضج الإنسان وتطور خبرته مع الكون والحياة... الأمر حقا جد فالله سبحانه وتعالى يمن على الإنسان أن علمه بالقلم " إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم " فسبحان الله الواسع العليم.
لقد تخطى الانسان حواجز الزمان والمكان

الهداية مقصد القرآن الكريم


إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
يقول الله تعالى:"كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد"

أنزل القرآن الكريم ليهدي الناس إلى الصراط المستقيم، ويقصد بالهداية: التوجيه والإرشاد وإنارة السبيل. فيخرج الناس من الظلمات إلى النور.
         والظلمات كثيرة: (ظلمة الشرك، وظلمة الكفر، وظلمة الفقر، وظلمة الظلم، وظلمة الجهل، وظلمة المعصية، وغيرها...).
         والنور واحد متكامل من: (نور التوحيد، والشكر، والكفاية، والإحسان، والعلم، والطاعة).
         والذي يعيش في تلك الظلمات ينتج في حياته الكثير من المتاعب:قلق، ضرر، طغيان، حقد، انتقام، تعدي، سرقة، فحش، تفرق، تعب، خسارة، انحراف.
      وبالمقابل: اطمئنان، سلام، نفع، تواضع، سماحة، عفو، إحسان، أمن، عفاف، تكامل، راحة، نجح، استقامة. هذا ما ينتج في حياة من يعيش بالنور.
         فحياة صاحب الظمات حياة تعيسة، وحياة صاحب النور حياة طيبة. ثم في الآخرة، من اتبع النور كانت له جنة الخلد، ومن تركه كانت له نارا خالدة.
         فالقصد من إنزال القرآن هو الهداية، وينتج عنها النور الذي يهب حياة طيبة وجنة خالدة.
محمد بن الحاج داود تمزغين